القذافي يستعيد زوارة.. والمعارضة تنسحب من أجدابيا

ضيقت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بشدة على المعارضة، أمس، وواصلت زحفها إلى شرق البلاد وقصفت موقعا للمعارضة المسلحة على مشارف بلدة أجدابيا، وقطعت الطريق الرئيس بينها وبين بنغازي معقل الثوار، ما دفع المعارضة إلى الانسحاب من البلدة. فيما استعادت قوات القذافي السيطرة على بلدة زوارة في الغرب، بعد أن هزمت المعارضة المسلحة هناك، وساد «هدوء حذر» مدينة مصراتة (شرق طرابلس)، التي مازالت تحت سيطرة الثوار. في وقت استبعدت فيه «مجموعة الثماني» خيار تدخل عسكري لمساعدة الثوار دعت إليه فرنسا وبريطانيا، مفضلة ترك القرار لمجلس الأمن الدولي، متفقة ايضا على إشراك الدول العربية في أي عمل في ليبيا.
وشنت قوات القذافي غارة على مشارف أجدابيا، ما أدى إلى سقوط قتيل وجريح بحسب شهود عيان وأطباء.
وسمع دوي انفجارات وإطلاق بطاريات صواريخ في غرب المدينة، وهي الحصن الاستراتيجي للثوار على بعد 160 كلم من معقلهم بنغازي، والخط الاول لمعاركهم مع القوات الحكومية.
وقتل واحد من الثوار على الأقل عندما اخترقت شظايا قنبلة، ألقتها مقاتلة، الجهة الخلفية من السيارة التي كان يستقلها. ونقل ناشطان جثة الشاب وجد الحاسي (31 عاماً)، إلى مستشفى أجدابيا على متن سيارة تعرضت لأضرار كبيرة.
وقال شهود عيان إن القوات الموالية للقذافي شنت قصفا مكثفا على موقع للمعارضة المسلحة، على مشارف أجدابيا، وعلى مخزن أسلحة قريب.
وأضاف الشهود الذين كانوا في سيارة، متجهة إلى أجدابيا من البريقة، أن دبابات القذافي وشاحنات صواريخ توجد الآن على بعد نحو 40 كيلومترا عن أجدابيا، مؤكدين أن الطائرات شنت أيضا غارات جوية، وأنهم رأوا ثلاث سيارات محترقة على الطريق.
وقال مراسل «رويترز» إن المعارضين المسلحين في بلدة أجدابيا تراجعوا عن موقع كانوا يسيطرون عليه، على المشارف الغربية للبلدة، تحت وطأة قصف من قوات القذافي.
وأضاف المراسل محمد عباس «هناك قدر كبير من عمليات الكر والفر، قد يعودون لاحقا لكن هذه المرة الأولى التي أراهم يتخلون فيها عن ذلك الموقع، بمثل هذه الأعداد، منذ جئت إلى هنا». وقال التلفزيون الرسمي إن القوات الموالية للقذافي تسيطر على أجدابيا سيطرة تامة.
وفي البريقة، قال سكان إن معارك متفرقة تواصلت في المدينة النفطية الواقعة على بعد 80 كلم غربا، التي استعادتها القوات الحكومية الأحد. وقال الطبيب سليمان العبيدي، الذي أتى من مستشفى البيضاء شمال شرق ليبيا، لمساعدة الثوار «نحن مدنيون، ماذا عسانا نفعل في مواجهة أسلحة ثقيلة؟ ». وأضاف «إذا لم يتدخل حلف الأطلسي، سيذبحنا (القذافي) جميعا». وقالت قناة «الجزيرة» الفضائية إن وحدات من الجيش الليبي بقيادة خميس والساعدي ابني الزعيم الليبي، تقدمت صوب بلدة البريقة النفطية، مشيرة إلى أن القذافي يحرك بعضا من أفضل قواته إلى الشرق، الذي يسيطر عليه المناهضون لحكمه. إلى ذلك دخلت القوات الموالية للقذافي مدينة زوارة (غرب)، بعد مواجهات مع الثوار، أسفرت عن مقتل شخص واحد، بحسب شهود.
وقال أحد سكان زوارة «نسمع صوت طلقات نارية، لكن يبدو انها لإخافة السكان حتى لا يخرجوا من منازلهم».
أما مدينة مصراتة شرق طرابلس، فهي مازالت تحت سيطرة الثوار الذين كانوا يستعدون لصد هجوم جديد لقوات القذافي.
وقال متحدث باسم الثوار «يخيم على مصراتة هدوء حذر، نحن نتوقع هجوما لقوات القذافي المتمركزة في ثكنة قرب المدينة».
وفي باريس، لم تتوصل القوى الكبرى في «مجموعة الثماني» إلى التوافق حول تدخل عسكري، وفشلت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة في إقناع شركائها بضرورة إ عطاء ضوء أخضر من الأمم المتحدة لعمل عسكري في ليبيا، في الوقت الذي تتقدم فيه قوات القذافي نحو بنغازي معقل الثوار.
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لإذاعة «أوروبا-1»، أمس «في الوقت الحاضر لم أتمكن من إقناعهم، وذلك في أعقاب عشاء عمل قبل يوم مع نظرائه، من الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان.
وتسعى باريس ولندن، منذ الأسبوع الماضي، إلى إقناع شركائهما بإقامة حظر جوي أو بتنفيذ ضربات جوية، محددة الأهداف، لإضعاف القوة العسكرية للقذافي.
وأقر جوبيه بأن «القذافي يسجل نقاطا» وبأن الأسرة الدولية لن تتمكن من منعه من استعادة السيطرة على بنغازي. وقال «اليوم الإمكانات العسكرية ليست متوافرة، لأن الأسرة الدولية قررت عدم الحصول عليها».
وأضاف «لو لجأنا إلى القوة العسكرية، الأسبوع الماضي، لتعطل عدد من مدارج الملاحة الجوية، وعشرات الطائرات التي يملكها (القذافي)، ربما لم يكن هذا التحول في ميزان القوى لمصلحته ليحصل».
وأكد أن وزراء دول «مجموعة الثماني» متفقون على استئناف المفاوضات سريعا في مجلس الأمن الدولي، للتوصل إلى قرار يزيد الضغوط على الزعيم الليبي.
وأضاف ان «مجموعة الثماني» متفقة ايضا على اشراك الدول العربية في أي عمل في ليبيا.
وقال نظيره البريطاني وليام هيغ امام الصحافيين، إن مجلس« مجموعة الثماني» ليس «الهيئة الصالحة لتقرير» عمل عسكري على ليبيا. وقال جوبيه وهيغ ان لندن وباريس وبرلين لديها «رغبة مشتركة في تشديد الضغط على نظام القذافي»، مع تشديد العقوبات، وإن اعضاء «مجموعة الثماني» وافقوا على اجراء مباحثات جديدة في الأمم المتحدة. وجدد وزير الخارجية الألماني غويدو فسترفيله موقف بلاده المعارض، لإنشاء منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وفي ختام الاجتماع، قال جوبيه ان وزراء خارجية «مجموعة الثماني» طلبوا من الرئاسة الفرنسية العمل على إقرار إجراءات جديدة في الأمم المتحدة «لزيادة الضغط» على القذافي. غير أن النص الصادر عن الاجتماع لا يأتي على ذكر فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وعارضت دول عدة، بينها ألمانيا هذا الخيار. وقال النص ان «الوزراء طلبوا من القذافي احترام المطالب المشروعة للشعب الليبي، المتعلقة بحقوقه الأساسية، وحرية التعبير، وقيام حكومة ذات صفة تمثيلية، وحذروه من العواقب الخطيرة في حال رفض».

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More